أسس التدريس الفعال ومواصفات المدرس الفاعل

أسس التدريس الفعال ومواصفات المدرس الفاعل

إن الثروة الحقيقية لأي أمة هم أفرادها، فالفرد المتعلم، الذكي المتصف بصفات التفكير الإنتقاذي و الإبداعي، و المتكيف مع الظروف هو المصدر الأساسي لتقدمها. وقد أدى التأثير السريع لثورة تكنولوجيا المعلومات، ودخول العالم عصر العولمة إلى تغيير في كثير من مظاهر الحياة التي نعيشها، بما في ذلك مهنة التدريس وكان من أسباب هذا التغيير، أن ازدادت الحاجة إلى تدريس فعال مبني على أسس متينة، يؤهل العنصر البشري لمختلف المهن، كما ظهرت رغبة ملحة إلى مدرس فاعل بمواصفات جيدة، يؤهله لبناء مجتمع ناجح، قائم على فهم الحياة ومتطلباتها.
فما هي أسس التدريس الفعال المطلوبة ؟ وما هي مواصفات المدرس الفاعل المنشودة ؟
أسس التدريس الفعال :
يحتل التدريس مكانا مهما في كل المجتمعات، لكون التدريس رسالة قبل أن يكون مهنة، غايتها بناء المجتمع وتقدمه عن طريق بناء الإنسان المتكامل فكرا وعاطفة، كما يتجلى سمو هذه الرسالة في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها ونتائجها التربوية و التعليمية.
يمكننا إذن أن نعرف التدريس الفعال بأنه التدريس الذي يؤدي إلى إحداث التغيير المطلوب، ويعمل على بناء شخصية متوازنة للطالب، كما يحقق الأهداف التربوية المرسومة للمادة الدراسية سواء المعرفية أو الوجدانية أو المهارية وترجمتها إلى :
 حقائق ومعلومات ومناهج ونظريات ينبغي أن تستوعب.
 اتجاهات وقيم وميول ومهارات ينبغي أن تنمى.
إنه من الصعب تحقيق هذه الأهداف من دون توفر الأسس الرصينة لمستوى عملية التدريس و التي تجعل منه تدريسا فعالا.
هذه الأسس التي حددها البعض في :
1- جعل المتعلم محورا للعملية التعليمية
2- التنويع في طرائق التدريس
3- البعد عن الإلقاء و الإعتماد على تنمية المهارات المختلفة للمتعلم
4- الإثارة و التشويق عن طريق الوسائل المساندة لعملية التدريس
أما البعض الآخر فقد حددها في مكونات التدريس الأربعة :
- المعلم الكفء
- المادة الدراسية الجيدة
- المتعلم المتميز
- بيئة التعليم المناسبة
إن التدريس الفعال بهذا المعنى هو عملية شاملة، تتولى تنظيم كافة معطيات العملية التربوية، من معلم وتلاميذ ومنهج وبيئة مدرسية لتحقيق الأهداف التعليمية المسطرة.
ويعتبر التدريس فعالا أيضا إذا كان هناك تفاعل متبادل بين المدرس الفاعل و المتعلم المتميز، يفعل دوره في التعلم، فلا يكون متلقيا للمعلومة فقط، بل مشاركا وباحثا عنها بشتى الوسائل الممكنة، وتحت إشراف المعلم وتقويمه، إنه بمعنى آخر يولي أهمية قصوى للتعلم بدل التعليم.
ولن يتأتى ذلك إلا باعتماد الطريقة المناسبة للتدريس، ومن الطرق التي تبث جدواها على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي : الطريقة الحوارية-التجارب العلمية – طريقة حل المشكلات – طريقة المشروع- تقنيات التنشيط الجماعي ...إلخ.
 مواصفات المدرس الفاعل :
حتى يستطيع المدرس القيام بعمله على أحسن وجه، ويصل به إلى التدريس الفعال، عليه أن يضع بعض الإعتبارات و المبادئ نصب عينيه، لتحقيق الهدف من التعليم، كما عليه الإسترشاد بمجموعة من المسؤوليات و الأدوار التي جاء بها الميثاق الوطني للتربية و التكوين، والوثائق المؤطرة لمهنة التدريس، وبيداغوجيا الكفايات و التربية على المواطنة و التي يمكن تلخيصها في المواصفات التالية :
1- يجب أولا أن يكون اختياره لمهنة التدريس عن رغبة وإيمان بأنها من أنبل وأشرف
المهن.
2- يمارس أدواره بفعالية وكفاءة بعيدا عن التهاون و التسيب.
3- أن يعمل على تسليح نفسه بكل ما هو جديد من معرفة وتدريب.
4-أن يتسم بالموضوعية و العدل في الحكم و المعاملة.
5- أن يكون مثلا أعلى لتلاميذه.
6- أن تكون الطرق التي يختارها ملائمة للمستويات العقلية للتلاميذ.
7- أن يميز الفروق الفردية بين التلاميذ من أجل تلبية حاجاتهم الفردية
8- أن يبتعد عن الدور التقليدي للإلقاء، وأن يكون وعاء للمعلومات، بل إن دوره هو توجيه التلاميذ عند الحاجة.
9- المدرس الفاعل هو الذي يكون مدربا، وسيطا، موجها، مرشدا منشطا ومبدعا.
كما يجب على المدرس الفاعل أن يتحلى بمجموعة من السلوكات و المواقف أثناء مزاولة مهمته التربوية و التعليمية ودروه الأخلاقي بشكل عام، من بين هذه المواصفات نذكر :
1- الإخلاص لمهنته و التحلي بالمروءة و الضمير المهني
2- التضحية و الحلم
3- التواضع و القدوة الحسنة ...
4- احترام آراء المتعلمين وتشجيعهم على الإستقلال في اتخاذ القرارات، وإقامة علاقات ودية معهم.
5- أن يتعاون مع مجموعة أطر مؤسسته، ومع الآباء و الأمهات وأولياء التلاميذ، ومختلف الشركاء الإجتماعيين ومع المتعلمين من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
وفي الأخير، فإن التدريس رسالة قبل أن يكون مهنة، لأنه مصدر نور وإصلاح قبل أن يكون مصدر رزق وعيش .. ولأنه واجب شريف.. وعطاء مستمر.. يحتاج إلى صبر ومصابرة ومرابطة.
فكن أخي المدرس معتزا برسالتك ..تؤدي واجبك بإخلاص وتفان.. مربيا وموجها ومحافظا على شرف مهنتك التي هي التدريس.

منقول