حساسية الحليب لدى الاطفال (Lactose Intolerance)
كتبها وأعدها للمنتدى :المهندس عبادة ذنيبات
من المعروف ان سكرالحليب اللاكتوز (LACTOSE) و الموجود في الحليب لدى الثديات يتكون من اتحاد سكري الجلوكوز(GLUCOSE) و الجالاكتوز(GALACTOSE) ويحتاج هذا السكر الى انزيم اللاكتيز(LACTASE) لتمكن من تحطيمه ليقوم الجسم بامتصاصه، لكن في بعض الاحيان يقل او ينعدم تواجده مشكلا حالة مرضية غالبا ما يعاني منها الاطفال الرضع و الصغار .
من اعراض هذا المرض: آلام بالبطن، الاسهال، و الانتفاخات البطنية، بالاضافة الى الشعور بالقيئ و الغثيان،،،الخ. وهنا يكمن دور الام بمرافبة حدوث هذه الاعراض لدى طفلها. وقد يتسائل احدهم لماذا كل هذه الاعراض، ان سبب كل ذلك هي البكتيري الموجودة بالامعاء و التي تقوم بتحطيم الاكتوز غير المهظوم من قبل انزيم اللاكتيز(LACTASE) الى احماظ دهنية وغازات (كالميثان و ثاني اكسيد الكربون و غاز الهيدروجين) تسبب الانتفاخ. من ناحية طبية يودي ذلك الى خفض حموظة (pH) براز الطفل وخروج غاز الهيدروجين مع نفس الطفل.
و تختلف شدة الاعراض من شخص لاخر على مدى تواجد اللاكتوز بالغذاء وعلى مدى نقص الانزيم المحلل لسكر الحليب اللاكتوز، ويتواجد هذا الانزيم بشكل طبيعي على اطراف حدود الامعاء الدقيقة(Small Intestine) .
وتكمن المشكلة هنا عند عدم مقدرة و كفاية انزيم اللاكتيز على تحطيم كل سكر اللاكتوز الداخل للجسم.
ومن الجدير ذكره ان هذا المرض له اكثر من حالة وما يهمنا هنا هو حالتين رئيسيتين:
1- النوع الابتدائي (Primary) والذي يكون سببه وراثيا ويمتاز بعدم وجود الانزيم المحلل مطلقا ويكثر حدوث هذا الصنف في بعض الاجناس البشرية ويحدث دائما منذ الطفولة.
2- النوع الثانوي (Secondary) ويحدث عند وجود نقص بالانزيم وقد يكون ذلك بسبب وجود اصابات او التهابات او سوء نمو بالامعاء، ويحدث هذا النوع في اي مرحلة من مراحل الحياة و تكثر خلال مرحلة الطفولة.
وما يهم الام المرضع هنا هو النوع الثاني حيث ان المعالجة الاساسية لا تكمن فقط في استثناء الحليب او الاكتوز من الغذاء، بل يجب ان يتم معالجة الاسباب الرئيسية وراء ذلك (كالالتهابات مثلا)، وبعد تسوية الامور يصبح بالامكان استهلاك منتجات الحليب (الحاوية على اللاكتوز) بشكل طبيعي والتي تعد مصدرا متميزا للكالسيوم (Ca) وغيرة من المغذيات كفيتامين د مثلا.
خاصة اذا علمنا ان لهذه المغذيات الدور الكبير في حسن نمو وتطور العظام و تقوية جهاز المناعة لدى الاطفال. لكن عند استمرار المشكلة (الحساسبة من سكر الحليب) لابد هنا من استثناء الحليب ومشتقاتة من الغذاء حيث تبلغ نسبة اللاكتوز اعلاها في اللبن والحليب (8-12غم/1كأس) و ادناها في الجبنة السويسرية و الشيدر(0.02-0.07غم/1 أونصة)، كما ويجب ايضا ان يتم قراء بطاقة البيان و المكونات لأية مادة غذائية قد تحتوي على الحليب خاصة تلك التي لاتكون ظاهرة مثل حبوب الافطار و المارجرين و الستاك (Snaks) و بعض انواع الخبز و البسكويت و الشوربات. و يجب اعطاء الاغذية الخالية من اللاكتوز( Lactose-free Milk) ومنخفظة اللاكتوز(Milk Lactose-reduced) والمتوفرة بكثرة بالاسواق والصيدليات، واعطاء البدائل كمحضرات الرز و حليب الصويا.
ان العديد من الموشرات قد اوضحت ان اللاكتوز بالحليب يساهم بامتصاص عنصر الكالسيوم لذا فان الاغذية الخالية من اللاكتوز قد تكون تشكل خطرا على نمو العظام و صلابتها، لذا لابد من تزويد الجسم بالاغذية والمنتجات الحاوية على نسب عالية من الكالسيوم ومنها سمك السلمون، والبروكلي و السبانخ و التين و الفاصولياء و اللوز والسمسم و البرتقال.
المراجع
Journal of Pediatrics 2006;118;1279-1286.
Journal of Pediatrics 2006;117;578-585