كتاب أساسيات تربية الاطفال
تأليف نجاح السباتين
المقدمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوادنه أو ينصرانه أو يمجسانه "; للوالدين تأثير كبير على نشأة الأبناء فاذا كانا مسلمين نشأ الولد مسلما، واذا كانا يهوديين نشأ يهوديا، واذا كانا نصرانيين نشأ نصرانيا ... فأيا كان اعتقاد الوالدين نشأ الولد على دينهما وذلك بسبب ما للوالدين من سلطة وتأثير عميق في تشكيل مفاهيم الأولاد وميولهم وبالتالي صناعة سلوكهم. من اجل ذلك بحثت في هذا الكتاب الأساليب والوسائل التي يستطيع الوالدان الافادة منها في تربية الابناء من عمر سنة حتى عشر سنوات، في اربعة فصول.
- في الفصل الأول بينت الاساس الذي يجب الرجوع اليه في تحديد السلوك الحسن والسلوك السيء الا وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، كما بينت القيم التي يجب ان تحقق في سلوك الابناء (القيم الروحية والمادية والحلقية والانسانية).
- في الفصل الثاني بحثت في الحاجات المادية والانفعالية والاجتماعية والعقلية التي يجب تلبيتها حتى يكون سلوك الطفل سلوكا سويا.
- في الفصل الثالث ذكرت جانبا من الاساليب التي يجب اتباعها لاحداث التأثير المطلوب في الأولاد حتى يصبح تقيدهم بالسلوك الجيد تقيدا ذاتيا نابعا من داخلهم وليس خوفا من عقاب مفروض عليهم.
- في الفصل الرابع ذكرت فيه بعض الاساليب المفيدة في تعديل السلوك المعوج ومنها اسلوب التعزيز( المكافآت).
والحقيقة ان موضوع تربية الابناء وطرق التعامل معه ليس امرا سهلا بل هو امر شاق ويحتاج للتروي والاناة. فالطفل كالغرسة الصغيرة تحتاج لشفافية التعامل والعناية الفائقة حتى يشتد عوده وتقوى عزيمته ويضع نفسه على بداية الطريق المستقيم.
نجاح السباتين
الفصل الأول
الاتفاق بين الوالدين على تحديد السلوك الجيد والسلوك السيء
الاختلاف بين الوالدين
يختلف كثير من الاباء على تحديد السلوك المرغوب فيه الذي يجب على الاولاد الالتزام به او تحديد السلوك غير المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد البعد عنه. وينطلقون في اختلافاتهم هذه من منطلقات عدة منها العادات والتقاليد والرأي العام السائد، والانظمة والقوانين المعمول بها، وقد ينطلقون من خلال نظرتهم للحياة وتفسيرهم للخير والشر والحسن والقبح فيحكمون على الاشياء والافعال خيرا او شرا حسنا او قبحا من خلال حبهم او كراهيتهم لهذه الاشياء والافعال، فما يحبونه يصفونه بالجيد وما يكرهونه يصفونه بالقبيح.
او قد ينطلقون في احكامهم من خلال النفع والضرر الذي يصيبهم، فاذا عاد عليهم الشيء او الفعل بالفائدة حكموا عليه بالحسن والصلاح واذا عاد عليهم بالضرر وصفوه بالقبح والسوء. ومثل هذه الاحكام عرضة للاختلاف والتناقض والتفاوت والتأثر بالبيئة والظروف.
1-الاختلاف يتمثل في ان يحكم الاب على سلوك ما بانه جيد بينما تحكم الام عليه بانه سيء، كأن يرى الاب ان كثرة مشاكل ابنه مع ابناء الجيران دليل القوة والرجولة بينما ترى الام عكس ذلك.
2- التناقض نتيجة لنقص المعلومات عن موضوع ما، فقد يكون لدى الام معلومات عن انواع الطعام الصحي وكيفية تناوله اكثر مما لدى الاب، فاذا حاولت الام ان تفرض على الابناء نمطا معينا في الطعام والشراب قام الاب بنسفه.
3-التفاوت ويعني التفاوت في القدرة على ادراك الواقع بالربط بينه وبين المعلومات، نتيجة الفروق الفردية بين الاباء في الذكاء وتحصيل المعلومات وسلامة الحواس والاعصاب وبالتالي تفاوت الاحكام الصادرة، كأن ترى الام دراسة ابنها في الفرع الادبي هو الافضل له مستقبلا بينما يرى الاب ان دراسة ابنه في الفرع العلمي هو الافضل له في المستقبل والمناسب لقدراته في الحاضر.
4-التأثر بالبيئة والظروف، تختلف الاحكام تبعا للبيئة التي نشأ فيها الآباء، فقد يرى الاب ان لعب ابنته الصغيرة مع الاولاد في الشارع عيبا ومخالفا للأعراف والتقاليد، بينما ترى الام ان لعبها ضروري لبناء جسمها.
التحميل من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]منقول